حسونـة الشـيخ.. وما زالت للحديث بقية

من طرف **صقرالسحاب** الإثنين أغسطس 25, 2008 11:53 am

حسونـة الشـيخ.. وما زالت للحديث بقية

عمان - فوزي حسونة

هي الحياة هكذا.. حلوة ومرة.. فلكل بداية نهاية.. وفي اخر الجملة لابد ان نضع نقطة للتوقف.. كان المشوار طويلا وجميلا ورائعا وحمل لنا الكثير من بشائر السعادة والسرور.. تغريدته المدوية لايزال صدى صوتها (يرن) في آذاننا.. اهدافه ستبقى حاضرة في قلب الذاكرة.. مهاراته وموهبته الفذة ستبقى حديثنا الذي يطول دون توقف.. لن ننسى رحلة العطاء التي كانت مدهشة للغابة.. نعم هي ضربة موجعة.. ولكن علينا ان نرضى بسنة الحياة.

حسونة الشيخ.. نجم قدم الكثير لكرة القدم الاردنية.. اعطى بلا بخل.. وسخر جل طاقته في سبيل اسعاد الجماهير.. كان متفانيا بعطائه.. غيورا على فريقه.. حريصا على الخروج من ارض المعركة براية النصر.

هو من طينة النجوم الكبار.. من طينة جمال ابو عابد وباجيو وزين الدين زيدان.. هو فنان لايختلف اثنان على موهبته التي فرضت حضورها في زمن زخر بكوكبة من النجوم.. باجتهاده وصبره وعشقه لكرة القدم نجح في ان يجد موضعا لقدمه وسط الزحام.. اعتزاله اللعب دوليا هو خسارة كبيرة بحد ذاتها فجميعنا نتفق بان هذا النجم كان بحق احد اهم النجوم الذين ساهموا في تحقيق انتصارات مهمة مع منتخبنا الوطني.. فكم من هدف صنع.. وكم من هدف سجل.. وكم من تمريرة كانت تقود مهاجمينا الى معانقة الشباك.. نعم لقد كان حسونة الشيخ ينهي مباراة بتمريرة واحدة ومااكثر الشواهد على ذلك.

حسونة الشيخ.. لاعب مازال قادر على العطاء.. وهو سيواصل المسيرة مع ناديه الذي احبه.. وسنبقى نستمتع بفنونه الكروية وسحر العابه.. قدم كل ماعليه مع المنتخب الوطني واثر الا ان يفسح المجال امام الوجوه الشابة لتأخذ فرصتها وتفرض حضورها.. فالرجل وضع نصب عينيه المصلحة العامة ووجد من الاهمية في مكان الاكتفاء بهذا القدر واعتزال اللعب دوليا مع المنتخب وهو في قمة العطاء حتى يحافظ على نصاعة صورته المضيئة في ذاكرة عشاق كرة القدم الاردنية.

حسونة الشيخ.. هذا الاسم المرعب.. والذي تجاوز بصداه حدود الوطن.. حيث ذاع صيته في ارجاء الوطن العربي.. سيترك فراغا كبيرا في صفوف المنتخب الوطني خصوصا وانه كان بمثابة (رمانة) المنتخب.. وكل مانرجوه ان ينجح المدير الفني لمنتخبنا في ايجاد لاعب يستطيع ان يملأ هذا الفراغ.. وكلنا نشعر بقمة التفاؤل ولاسيما ان كرة القدم الاردنية شهدت عبر السنوات الخمس الماضية بروز عدد من الوجوه الشابة التي تستطيع اثبات ذاتها وتكمل مشوار حسونة بذات الخطى والنهج.

حسونة الشيخ.. ايها المايسترو الرائع والمبدع.. لن نقول وداعا فمازال للحديث بقية.. وما زلنا ننتظر منك الاكثر.. فنحن نعرف ان قلبك (معلق) بحب كرة القدم وحتى اذ اضطررت بعد سنوات قادمة لاعلان الاعتزال نهائيا فانك ستبقى قريبا منا من خلال الانخراط بمجال التدريب.. فموهبتك وخبرتك التي نهلتها عبر مشوارك مع المنتخب الذي امتد لنحو (13) عاما ستكون ارضية خصبة لاكتشاف المزيد من نجوم المستقبل.

حسونة الشيخ.. نجم يستحق بحق التكريم اللائق.. ويستحق تقدير ودعم الجماهير له في قادم السنوات حينما يعلن اعتزاله نهائيا.. فهو بحق احدى المواهب الكروية التي ستدون بتاريخ كرة القدم الاردنية.. وحينما تمر الايام وتتعاقب الاعوام.. سنظل نتذكر هذا النجم الذي اعطى بلا بخل.. سنبقى نقول (ساق الله) على ايامك ياحسونة الشيخ.. لانك بحق نجم فنان وعصي على النسيان.

جريدة الدستور